• القسم : النشاطات واللقاءات .
        • الموضوع : مقابلة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلّامة الشيخ علي الخطيب مع إذاعة النـور .

مقابلة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلّامة الشيخ علي الخطيب مع إذاعة النـور



أهلاً بكم دائماً برفقة إذاعة النور وفي حوارنا السياسي اليوم حلقة خاصة نستضيف فيها نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ على الخطيب.
سماحة الشيخ أهلاً وسهلاً بكم، طبعاً اليوم سنتطرق للمشهد السياسي ونحن نمر بلحظة حساسة وخطيرة وأكبر دليل على هذا الأمر هو الكلام الذي يصدر عن سماحتكم، البيانات التي تصدر عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والتي تنبئ بخطورة كبيرة، نحن نرى لهجة عادة لا تقال من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلا في لحظات الخطر على لبنان، الخطر على هذا الوطن الذي كان دائماً لهجة ولغة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى منذ تأسيسه هي لغة الحريص ولغة المدافع عن هذا الكيان الذي منذ فترة طويلة قرّر المجلس ومن يُمثّل وما يُمثّل بأنه وطن نهائي للبنانيين، اليوم نحن أمام مرحلة سماحتك البارحة هي الأخطر منذ ثمانينيات القرن الماضي، البعض يقول أنها الأخطر ربما بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، لأننا نتحدث عن مسار في المنطقة والقرارات التي تؤخذ في لبنان تعزز هذا المسار، سوف نسأل عن مقاربتكم سماحة الشيخ لهذا الوضع فأهلا وسهلا بكم.
ونبدأ من آخر التطورات ومن قرار الحكومة الأخيرة، ما هي الخطورة التي ترونها في هذا القرار، هل هو خطر على لبنان أم على الطائفة الشيعية وعلى لبنان الموحد،  أين الخطر من وجهة نظركم والذي استدعى منكم رفع الصوت من أجل التنبيه والتحذير؟.
العلامة الخطيب: أولاً شكراً لحضوركم وعلى هذه الفرصة التي تتيحينها لي لتوضيح الموقف الذي اتخذناه في هذا الموضوع سواء بقرار الحكومة بالأمس أو بموضوع المقاومة والصراع مع العدو الإسرائيلي، نحن نريد الهدوء الهدوء في الداخل اللبناني وأملنا في هذا العهد بعد انتخاب فخامة الرئيس وتأليف حكومة أن تذهب الأمور باتجاه الاستقرار في الداخل وأن تهتم الحكومة بمواطنيها وأن تكون هناك سياسة جديدة للسلطة مختلفة عن الاتجاه الذي عهدناه في الحكومات وفي أغلب الحكومات الماضية، نستثني من هذا الموضوع بالأخص حكومة الرئيس سليم الحص (رحمة الله) ، لكن للأسف بعد نهاية الحرب الكبيرة والشديدة التي شُنّت على لبنان وبالأخص على جنوب لبنان وعلى البقاع وعلى الضاحية واستشهاد سماحة السيد والقادة، نرى أن الحكومة والسلطة تنحو نحو آخر، وأن تقف إلى جانب شعبها وتتبنى قضاياه وتعمل على الأقل على الالتزام بتطبيق القرار 1701 من جانب العدو الإسرائيلي، حيث أن المقاومة التزمت بهذا القرار التزاماً تاماً، وحتى الآن رغم استمرار العدوان الإسرائيلي وتجاوز القرار 1701 الذي طالبت هي بالرجوع إليه ووقف الحرب، الذي حدث هو ليس كذلك، كنا متأملين أن يستمر الموقف الرسمي الذي عبَّر عن وحدة الموقف اللبناني في مواجهة تعنّت العدو واستمراره في الحرب وفي القتل وفي التدمير وفي منع المواطنين من عودة إلى قراهم والعمل على إعادة البناء، الذي حدث أن الحكومة أصحبت تتراجع، نحن كنا نقول أن الموضوع مقبول إلى حد ما إلى أن وصل الأمر إلى حد غير مقبول وخطير، ورأينا أن هناك إما من الخوف من التهديدات الخارجية وهذه البروبغاندا الإعلامية والترهيب على بيئة المقاومة وعلى اللبنانيين ومحاولة قلب الوضع اللبناني ضد المقاومة، وأن المقاومة هي التي  تعطي الذرائع للعدو الإسرائيلي، هذا المنطق لا يصدر عن حكومة بلد يتعرض للعدوان، المفترض المطالبة بحق لبنان وبسيادة لبنان، أن هناك سيادة لهذه الدولة على الأقل، والعدو الإسرائيلي لم يلتزم بتطبيق بنود هذا الاتفاق وما زال يمارس القتل والتدمير، بينما الذي حدث بالأمس كان خطيراً جداً كأنه أعطى المشروعية للعدوان الإسرائيلي وأن وجود السلاح بيد المقاومة
هو سبب وذريعة للعدوان الإسرائيلي وهو أعطى شرعية للعدوان، أولا أعطى شرعية للعدوان، ثانياً: نزع الشرعية عن سلاح المقاومة الذي يدافع والذي هو الوسيلة المهمة للدفاع بعد وحدة الموقف اللبناني.
ثالثاً: عمل ثلم في وحدة الموقف الرسمي اللبناني وأدى إلى هذا، وأن هذه المقاومة متهمة من العدو ومن يساعده دولياً وإقليمياً بأنها إرهابية، الآن هذا الموقف من الحكومة يعطي تبرير أن المقاومة هي إرهابية. 
سؤال: سماحة الشيخ، اعتبر البعض بالانقلاب على اتفاق الطائف لناحية أنه للمرة الأولى مرة منذ اتفاق الطائف يُتخذ هكذا قرار بهذه الخطورة، يعتبر أنه خطير من دون التوافق وأعتُبر هذا ضرب للميثاقية الذي هي بصلب الدستور اللبناني وتحديداً يعني الميثاقية اللي افتقدت للعنصر الشيعي، نتكلم عن ميثاقية طوائفية في لبنان، حضرتكم كنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى هل تعتبرون أنه وجود الوزير فادي مكي يغطي المثاقية الشيعية؟.

العلامة الخطيب: هناك طائفة بأمها وأبيها تتعرض للعدوان وموقف الحكومة اللبنانية أعطى شرعية لهذا العدوان على هذه الطائفة، فإذا أي سيادة أو أي ميثاقية؟، نحن نتكلم بالطريقة التي يُحكى فيها، نحن لا نعتبر أننا ندافع عن الشيعة في لبنان، هذا ليس موقفاً مذهبياً، هناك مخاطر كبيرة وجمّة، هل تريد الحكومة إدخال الجيش اللبناني في صدام داخلي مع المقاومة؟ مع طائفة بأمها وأبيها؟، هل هذا بهذه السهولة وبهذا الاستهتار؟ هل تريد الحكومة اللبنانية قلب المعادلة؟ المشكلة مع الإسرائيلي أصبحت تنقلب الى مشكلة داخلية تريح العدو؟ العالم كله أدان العدو الإسرائيلي وطالبه بالانسحاب وتطبيق الاتفاق 1701، الآن ما يحصل هو أن سلاح المقاومة أصبح هو مطلب الحكومة اللبنانية، هذا قلب للأمور وتبرأة للعدو الإسرائيلي كما قلت وأعطاه الذريعة للاستمرار في عدوانه وفي القتل، هذا القرار الذي اتخذته الحكومة هي شريكة من الآن وصاعداً في كل ما يقوم به العدو الإسرائيلي.
سؤال:  مساء أمس ولم يجف حبر القرار، العدو شن غارات مكثفة على الجنوب وأحزمة نارية، البارحة أيضاً أثناء الجلسة كان هناك مسيرة فوق القصر الجمهوري، وزير الصحة يقول لرئيس الحكومة هناك مسيرة، يقول له أسقطها.
العلامة الخطيب: نحن نريد أفضل العلاقات مع دولة رئيس الحكومة، وكل الاحترام للحكومة ولفخامة رئيس الجمهورية ونحن الذين دعونا من البداية إلى الوقوف خلف الدولة وخلف فخامة الرئيس من أجل فتح صفحة جديدة وبناء دولة حقيقية تحفظ مواطنيها وتؤمّن لهم الكرامة وتعيدهم إلى قراهم ومدنهم وتعيد إعمار ما تهدّم منها، الموقف الذي كان مستهجناً وعلى أساس كانوا متوافقين في موقف رسمي واحد وخلفه موقف وطني كله في أن العدو الإسرائيلي هو الذي ما زال يعني يمتنع عن تطبيق القرار1701 وهناك إدانة دولية، ثم تأتي أنت وتقلب القضايا وتُصدر قرار بسحب السلاح ووإعطاء وقت زمني وتُكلّف الجيش بالإعداد لتطبيق هذا القرار، أنت تدخل البلد في فتنة داخلية وفي مشكلة داخلية وتقلب القضايا من مشكلة مع الإسرائيلي إلى مشكلة وطنية داخلية.
سؤال: سماحة الشيخ، تبيّن بوضوح أن سماحتك انزعجت من الطريقة التي يدير بها رئيس الحكومة، هذا واضح، انزعجت من كلام رئيس الجمهورية، قبل قليل أشرتم انه هناك من يطلب من مكوّن سياسي يمكن طائفة معين ان يحملها مسؤولية ويقول لهها خياراتك السياسية، هل أزعجكم كلام رئيس الجمهورية؟.
العلامة الخطيب: بعض المفردات التي وردت في خطاب فخامة الرئيس كانت في غير محلها (مثل أن حروب الآخرين وتعبنا من حروب الآخرين على أرضنا)، حروب من؟ الأرض التي يحتلها العدو الإسرائيلي والبلد الذي يعتدي عليها العدو الإسرائيلي هل هي بلد آخر؟ الذين يُقتلون في الجنوب اللبناني وتهدّم مساكنهم هم ليسوا لبنانيين؟ الذين يستشهدون هم ليسوا لبنانيين؟ هم يقاتلون عن بلد آخر أم دفاعاً عن لبنان؟ هذا الكلام غير مفهوم إذا كان موجّه للمقاومة ولبيئة المقاومة كما فخامته كان كلامه صريح أنه وجه الكلام، هذه البيئة التي قدمت وضحت وإلى آخره، أنت ماذا تقدم لها البديل؟ ماذا قدمتم من بدائل؟ الضمانات اللفظية؟ الأمريكن والفرنسيين والعالم كله رفض أن يقدمها لنا، لا في ضمانات دولية ولا في ضمانة من المبعوث الأمريكي، هذا عتبنا، وثانياً أمس في الجلسة التي حصلت أمس وترأسها فخامتة الرئيس كان المفترض أن يرفع الجلسة طالما ليس هناك اتفاق داخل مجلس الوزراء حتى لا يحصل انقسام داخل مجلس الوزراء وينعكس على البلد انقسام في الداخل اللبناني، فهذا الموقف غير مقبول نعم، وهو مستهجن.
سؤال: هل هناك  تواصل مع الرؤساء، هل هناك رسائل بينكم؟ نحن نتحدث عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، هو مؤسسة رسمية، هي المؤسسة التي تمثل الطائفة الشيعية من لبنان، وسماحتكم رفعتم الصوت أكثر من مرة، هل هناك تواصل من قبل المسؤولين، رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة؟..
العلامة الخطيب: موجود بشكل غير مباشر، ولكن بالمستوى المباشر لا.
سؤال: اليوم أيضا هناك جلسة، سماحة الشيخ برأيك هل سيصحح الخطأ أو سنذهب إلى تمادي بالخطأ؟.
العلامة الخطيب: ما حصل في جلسة الثلاثاء كان واضحاً والصورة واضحة، نحن نتمنى أن يتم التراجع عن هذا القرار الخطير، نحن نتمنى أن يكون هناك مراجعة وعودة ونعوّل على فخامة الرئيس أن يتدارك ما حصل من خطأ وإعطاء فرصة لعودة الأمور إلى مجاريها، لكن خروج رئيس الحكومة بنفسه ليتلو هذا القرار كأنه حقق إنجازاً، نتمنى أن يكون حرر الجنوب وأجبر العدو الإسرائيلي على الانسحاب وأوقف الحرب وأوقف القتل، أو عقد جلسة خاصة لموضوع إعادة الإعمار، الشكل الذي خرج به بالأمس لا يوحي بالطمأنينة، لكن أنا أعوّل على فخامة رئيس الجمهورية الذي نريد أن يكون هذا العهد عهده، وأن يكون له بصمة في هذا المجال، وأن لا يترك الأمور تذهب إلى إلى مكان خطير.

سؤال: ما هو المكان الخطير؟ مما تتخوفون؟  هناك حالة لا يقين عند الناس وهناك قرارات تؤخذ بنوع من الخفة من دون الالتفات إلى التوازنات وإلى الحساسيات وإلى المصلحة الوطنية، إلى أين ممكن هذا المسار أن يوصل؟.
العلامة الخطيب: نحن مررنا بتجارب مشابهة تقريبا في الماضي، ما قبل عام 1982 وبعد 1982، حكومات أخذت قرارات خطيرة من هذا النوع،  إفتعال حالة من عدم الاستقرار الداخلي والتي توجب ضعفاً في الموقف اللبناني وتعطي ورقة قوة للعدو، هذا بنفسه أمر كبير وليس صغيراً  فما هو المبرر؟ مما تخافون؟ في المواقف الكبيرة والوطنية الإنسان يضحي بنفسه من أجل بلده من أجل عزة وكرامة شعبه، المطلوب اليوم موقف بهذه القوة وبهذه الصلابة، وأن يكون هناك صلابة وأن نقف على أرجلنا، العدو الإسرائيلي عام 1982 اجتاح لبنان وكان الوضع الداخلي خطير نعم وكان هناك حرب أهلية ودخل العدو الإسرائيلي واحتل لبنان واحتل عاصمة لبنان، ماذا حصل بعدها؟ المقاومة بالسلاح البسيط الذي كان بيدها ثم تطور وتطور واضطر العدو الإسرائيلي إلى الانسحاب من جنوب لبنان بشكل أبهر العالم، وهذه المقاومة استطاعت لأول مرة في الصراع العربي الإسرائيلي أن تخرج إسرائيل من أرض محتلة بلا شرط، الوضع ليس بهذه الخطورة في الداخل لكن في الموقف السياسي، نعم وأنا أكيد أن الشعب اللبنان في غالبيته هو ليس مع هذا القرار، هذا القرار ليس نابع من مصلحة الشعب اللبناني هو نتيجة الضغوطات والخوف من الخارج، نحن لا نريد إعمار إذا كان الثمن هو إخضاع لبنان واستسلام لبنان للعدو الإسرائيلي.
سؤال: هناك أموال من العراق ومن الجزائر، وأنجح زيارة لفخامة الرئيس هي للجزائر والرئيس الجزائري قال أنه مستعد أن يقدم ما يريده لبنان بدون قيد أو شرط، العراق قدم أيضاً، مبلغ للأسف لا ياخدون الإجراءات اللازمة؟.
العلامة الخطيب: نحن عمّرنا قرانا في جنوب لبنان بفعل جهاد أبنائنا المغتربين وبنوا قصوراً وبنوا بيوتاً على الحافة الأمامية على الحدود مع فلسطين المحتلة، اليوم شعبنا مستعد ولو أخذت الأمور فترة أطول أن يعيد بناء هذه القرى، ونحن لسنا بحاجة لمساعدات خارجية إذا كانت هذه المساعدات الخارجية سترهن قرارنا السياسي لها، من غير الممكن أن نقبل به، لبنان ليس قاصراً عن أن يعيد البناء وأن يحمي أرضه، المقاومة لم يساعدنا فيها أحد، نعم كانت سوريا هي أساسية في هذا الموضوع والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن الأساس هو نحن، أبناء الجنوب وأبناء البقاع، نحن الذين عملنا البطولات ونحن الذين حققنا الانتصار عام 2000 ونحن حققنا الانتصار عام 2006، والآن العدو الإسرائيلي تسلل إلى النقاط الخمسة نتيجة الاتفاق، وبدل أن تكون السياسة هي التساهل في هذا الموضوع، هل طبقوا هم القانون؟ لم يتركوا شيئاً إلا وارتكبوه، أين الأموال التي كانت بالمصارف، أين أموال المودعين؟ خربوا البلد، نعم أنتم خربتم البلد، المقاومة أوجدت الظروف التي تؤمن الاستثمارات وهي التي أتت بفضل الأمان والاستقرار الذي حققته المقاومة، هل تريدون ضرب هذا العنصر الأساسي؟.
سؤال: سماحة الشيخ،  بعض النواب يطالبون بطرد السفير الإيراني من لبنان، طبعاً هذه النغمة نسمعها دائماً ويتهمون ايران بالتدخل بالشؤون الاخلية، نتكلم طبعاً عن بعض النواب؟. 
العلامة الخطيب: لا أعتقد أن الأمور سوف تذهب بهذا المجال، من حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي دعمت المقاومات في المنطقة كلها ولم تتدخل في السياسات الداخلية المباشرة لأي بلد من البلدان، في لبنان لم تتدخل الجمهورية الإسلامية، حينما يسألون يقولون هذا الأمر موضوع داخلي لبناني ولا نتدخل ونتعامل مع لبنان عبر الحكومة اللبنانية وعبر الدولة اللبنانية الرسمية، فمن حقه أن يقول ما يشاء، أنتم تتدخلون بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وتهاجمونها وتصوروا الأمور الداخلية في إيران وتكبروها وتهولوا عليها، أنتم تتدخلوا في شؤون إيران، هذا الموقف الداعم للمقاومة هل هو جديد؟ ليس جديداً، وكما ذكرت أن العالم كله يتدخل في لبنان حتى الإسرائيلي الذي يقصفنا ولم نسمع تصريحاً منهم يدين العدوان ويعزي أهالي الشهداء، بالعكس الذي رأيناه هو دعوة إلى الحكومة إلى عدم المبادرة إلى بناء المساكن التي هُدّمت، نحن نعوّل على فخامة رئيس الجمهورية وكما نُعوّل على جيشنا الوطني وعلى قيادة جيشنا الوطني، هذه القيادة التي أثبتت بمواقفها أنها فعلاً وطنية وأنها لا يمكن أن تدخل في ما يراد لها أن تدخل فيه من إشكال داخلي وفي صدام مع المقاومة أو صدام مع بيئة المقاومة، أنا مطمئن أن الجيش لن يدخل بهذه المكيدة وكان له تجارب في السابق، بغض النظر الآن عن قيادة الجيش والسياسة والمواقف الوطنية التي تحملها قيادة الجيش وضباط الجيش، لكن في تجربة سابقة، ادخال الجيش اللبناني في صراعات داخلية وفي تنفيذ سياسات خارجية ضد الداخل أدت إلى انقسام الجيش اللبناني، هل اليوم المطلوب إدخال الجيش اللبناني في صراعات داخلية؟ بينما لا يُسلَّح الجيش اللبناني من أجل مواجهة العدو الذي يحتل ويعتدي على السيادة اللبنانية وهي مهمة الجيش الأساسية، الجيش يهان، هم يهينون الجيش الآن بعدم تسليحه وتأهيله لكي يكون عنصراً مدافعاً عن لبنان، ويدخلوه بصراعات داخلية ومشاكل داخلية، المقاومة رفيقة السلاح للجيش في وجه العدو الإسرائيلي، العدو الإسرائيلي دخل واحتل لبنان وكان موجوداً، وبعدها انقسم الجيش، نحن نتمنى ونريد أن يكون العالم العربي والدول الإقليمية إلى جانب لبنان، تحدثنا في السابق وسؤلت عن موقفنا بالنسبة لعلاقاتنا مع العالم العربي قلت نحن تحت مظلة العالم العربي و سقف العالم العربي، لكن نريد العالم العربي أن يضع مظلته علينا، نحن نريد أفضل العلاقات مع العالم العربي، نحن لا نريد أن تكون هناك مشاكل داخلية بين البلدان العربية بل بين البلدان الإسلامية، دعونا دائماً إلى أفضل العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبين المملكة العربية السعودية التي نكنّ لها كل المحبة، هذا شعب أخ لنا، أخ لنا في الدين أخ لنا وفي القومية، هناك علاقات تاريخية مع المملكة العربية السعودية، الآن نريد من العالم العربي أن يكون إلى جانبنا، لم نكن في يوم من الأيام في مواجهة مع أي دولة من الدول العربية أو نتدخل في الشؤون الداخلية للعالم العربي، نحن نريد العالم العربي أن يكون إلى جانبنا وأن نكون نحن تحت مظلته.
سؤال: كثيراً ما يُحكى عن الموقف السعودي، وعادةً السفير السعودي والسعوديين كانوا يحافظون على حد أدنى من التواصل مع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، هل تلمسون اليوم تغير بالموقف السعودي ؟.
العلامة الخطيب: نحن لم نقاطع المملكة العربية السعودية بالخصوص، ونحن كنا نأمل وما زلنا نأمل أن تكون العلاقات أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وأن يكون التواصل موجوداً. وإن شاء الله هذا التواصل يفضي في المستقبل إلى تمتين هذه العلاقات أكثر لمصلحة لبنان ولمصلحة المملكة العربية السعودية.
سؤال: سماحة الشيخ، بما أننا نتحدث عن المظلة العربية وعن العلاقات العربية، طبعاً المقاومة ليست شأن طائفة، كل الناس تعلم أن المقاومة في لبنان نشأت منذ نشوء هذا الكيان وبدأ اعتداءاته ومجازره سنة 1948 في حولا، هناك تاريخ طويل واليوم المعلومات متوفرة عند كل العالم، ودائماً كان لبنان مقاوماً بكل طوائفه من مجموعات من كل الطوائف ولكن البلد طائفي كما نعلم وفيه ضغط طائفي للأمور.
سؤال: اليوم هل هناك تواصل بينكم وبين المرجعية الشيعية في العراق مع سماحة المرجع السيد السيستاني، وما موقفه مما يجري فيه لبنان، وهناك شعور موجود لدى الكثير في الطائفة الشيعية أن الطائفة مستهدفة أو أن لبنان مستهدف، ما هو موقف آية الله العظمى السيد المرجع السيد على السيستاني؟.
العلامة الخطيب: موقف المرجعية في النجف التي يعبر عنها سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله هو موقف استمراري لمواقف المرجعية طوال عهود، هذه المرجعية التي لا تحمل مشروعاً سياسياً خاصاً منفصلاً عن الأمة، نحن جزء من هذه الأمة والشيعة ليسوا فصيلاً أو حزباً يحمل أفكار سياسية ومشروع سياسي انفصالي على الإطلاق، هذا تاريخنا، ولم نحمل مشروعاً انفصالياً عن الأمة على الإطلاق، نعم كنا معارضين لسياسات السلطة ونطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية ووحدة المسلمين ومنع الفتن والحفاظ على مصالحها، وهذا تاريخنا حتى في العهد العثماني وأنا أردد دائماً هذا المثل، حينما تعرضت الأمة للأخطار المرجعية في النجف أصدرت فتاوى بوجوب الدفاع عن الدولة العثمانية رغم الممارسات المذهبية للسلطة، نعم الشيعة دائما كانوا مع الأمة، ولم يحملوا كما ذكرت فليأتوا بأي شيء من التاريخ أن الشيعة دعوا يوماً إلى الانفصال عن الأمة، ولم يتواطئوا ضد القضايا العالم العربي والعالم الإسلامي، وأن هذا الطائفة كانت مرتبطة بالدولة الفلانية وهذه الطائفة مرتبطة بالدولة الفلانية، الشيعة في لبنان كانت مرجعيتهم الوحيدة للعالم العربي والعالم الإسلامي ووقفوا إلى جانب قضية فلسطين بأصعب اللحظات ولم يتركوا فلسطين حتى تبنوا القضية الفلسطينية كأنها هي قضيتهم، هي قضيتنا لأننا لا نفرق، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني يعني تتعرض له الأمة، المقصود به الأمة وليس الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني اليوم الذي يقتل في غزة والذي يهان في غزة ونحن الذين نهان، نحن نعتبرهم أبناؤنا وأهلنا ونساؤنا وأطفالنا الذين يجوعون ويقتلون بهذا الشكل، نحن نعتبر أنفسنا أننا نحن نقتل ونحن نهان، هذا موقف المرجعية وهو موقف الشيعة عموماً، هذا هو الموقف حتى في أيام الشاه الذي كان يحكم إيران، الشعب الإيراني كان موقفه شيء والمرجعية والإمام الخميني معروفة فتاواه في وجوب مساعدة المقاومة الفلسطينية لأنها قضية الأمة قضية الجميع، وأول شيء تبنته الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي القضية الفلسطينية وأعطت موضوع السفارة الإسرائيلية وأعطتها للفلسطينيين، وهي التي دعمت الفلسطينيين باعتراف الفلسطينيين، وأنها تقريبا هي الوحيدة التي أمدت الفلسطينيين بالسلاح وبالمال، وحتى على مستوى الكيانية وقُسّم العالم العربي إلى كيانية نحن في البداية رفضنا وبقينا خارج المشروع ومؤتمر وادي الحجير كما ذكرتي لكن فيما بعد قبلنا بالكيانية لأنه صار أمراً واقعاً وقبلنا بالكيانية لكن لا على اساس أن قضايا الأمة لا تعنينا، ومواقف الامام الصدر بالنسبة للموضوع الفلسطيني هي أشدّ من مواقف الكثير من الأطراف التي تتهم بأنها متطرّفة وأنها غير لبنانية وترتبط بالخارج، الذين يدينون المقاومة لأنها تساند الشعب الفلسطيني هم الذين يجب أن يدانوا الذين يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني.
سؤال: في موضوع التكفير والإرهاب الشيعة وقفوا دائماً إلى جانب الوحدة الإسلامية خلال موجة التكفير.
العلامة الخطيب: نحن من البادية كنا ضد الموضوع الطائفي نحن لا نعتبر أن للشيعي تميز عن السني أو الدرزي أو المسيحي "الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله" "ولقد كرّمنا بني آدم" هذه منطلقاتنا، في الاجتماع السياسي مجتمع واحد كله متساوي في الحقوق والواجبات. 
سؤال: الامام السيد موسى الصدر تكلم بأدبيات من سبعينيات القرن الماضي لها علاقة بإلغاء الطائفية السياسية، اليوم إذا ما تكلمنا من هذه الناحية التي لها علاقة بالطائفة الشيعية، الشيعة يدفعون ثمن انحيازهم إلى القضايا التي ذكرتها سماحتك وكيف يحافظون على ثوابتهم؟.
العلامة الخطيب: هذا موقف مبدئي تاريخي لن نتخلى عنه، نتعامل مع الظروف بحسب الضرورات والتكتيك، لكن بالمبدأ، نحن لن نتخلّى عن ديننا ولن نتخلّى عن مبادئنا الإنسانية والأخلاقية، لأن الدين والمبادئ والقيم الإنسانية هي واحدة. 
سؤال: سماحة الشيخ، بالموضوع اللبناني وبتاريخ لبنان في القرن العشرين نرى أن رموز الشيعة من السيد عبد الحسين شرف الدين الذي كان مطارداً من الاحتلال الفرنسي، الإمام السيد موسى الصدر المغيب الذي حكى عن الحماية والرعاية وعن دولة المواطنة تم تغييبه بهذه الطريقة الدراماتيكية، سماحة السيد الشهيد السيد حسن نصر الله صنع التحرير والكرامة في زمن استسلام الأمة واستشهد، سماحة السيد محمد حسين فضل الله، سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان الراحل، هذه رموز الشيعة في لبنان، والكل يعرف أدبياتهم، والكل يعرف خطابهم، الكل يعرف أن الشيعة رفضوا عزل أي طائفة أخرى، وأخذ سماحة الإمام السيد موسى الصدر موقفاً تاريخياً برفضه عزل اليمين المسيحي وحزب الكتائب تحديداً، اليوم تكافئ الطائفة الشيعية على الخيارات التي أخذتها، اليوم يدار لها الظهر وتتعرض للمؤامرة، اليوم هناك محاولة عزل واضحة وربما قهر أيضاً، وسماحتك تكلمت عن مؤشرات، هل هناك مبالغة بهذا الكلام؟. 
العلامة الخطيب: اليوم في الواقع الذي يعاقب هو الأمة وقواها المقاوِمة وقواها الحية سواء في المقاومة الفلسطينية أو في لبنان، هل أهل غزة هم من الشيعة؟ ليسوا شيعة، المقصود اليوم هو ضرب هذه القوى الحية، نحن ندفع ثمن مواقفنا وهذا الذي دفعناه في كل تاريخنا نحن الحسينيون، "نعم لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي"، نحن هذه أمتنا، وجودها من وجودنا، ووجودنا من وجودها، انتصارها هو انتصار لنا وهزيمتها هي هزيمة لنا، لأننا نتمسك بهذه القيم وهذه القيم لها أثمان، الإمام السيد موسى الصدر وقف إلى جانب القضية الفلسطينية، يراد ضرب القضية الفلسطينية والتخلص من القضية العربية التي هي القضية الفلسطينية، إذا انتصرت انتصر العالم العربي والعالم الإسلامي وإذا هزمت وانتهت القضية الفلسطينية انتهى العالم العربي وانتهى العالم الإسلامي وأصبحوا عبيدًا لدى العدو الإسرائيلي وهو ما يُعمل عليه، الآن هناك محاولات لتفتيث هذه الأمة وتقسيمها إلى مذهبيات، الآن نحن نقاتل العدو الاسرائيلي المحتل لأرضنا والمنتهك لحرماتنا، لماذا يفتح مجال للقضايا المذهبية والإثارات المذهبية؟ هذا سلاح من الأسلحة التي تستخدم لإضعاف الأمة في مواجهة العدو الإسرائيلي حتى  يتحقق المشروع الإسرائيلي والغربي.
سؤال: سماحة الشيخ، أريد أن أختم بموضوع فقهي، الشيعة في لبنان محكومين بأحكام فقهية فيما له علاقة بالعدو الإسرائيلي عبر عهنا الإمام السيد موسى الصدر عندما قال:  " التعامل مع إسرائيل حرام وإسرائيل شر مطلق"، اليوم نحن في زمن دعوات التسليم لزمن السيادة الصهيونية على المنطقة، ما هو موقف الشرع اليوم؟ من العدو، من التطبيع، من التسوية، من دعوات التسليم كما قلنا للزمن الصهيوني؟. 
العلامة الخطيب: اذا قال أحدهم لا إله إلا الله محمد رسول الله، هل يستطيع التخلي عنها؟ هذا الموقف مع إسرائيل هو موقف بالنسبة للعقيدة، لكن كما ذكرت أنه يتعامل بهذا الموضوع بذكاء بتكتيك، لأنه المهم عندنا أن يكون هذا الموقف وطني وليس موقفاً شيعياًـ وليس فقط موضوعاً شرعياًـ العدوان والظلم هو موضوع إنساني يعني مبدأ إنساني، لا أحد يقول أن الظلم جائز وأن الاحتلال لا يجب مقاومته، هذا مبدأ إنساني لا يستطيع أحد فرضه،

وبالنسبة للمقاومة، المقاومة لا تحتاج لإعطاء شرعية من أحد ولا تحتاج لإعطاء شرعية لا من سلطة سياسية ولا من غير سلطة سياسية هو مبدأ إنساني، الإنسان يدافع عن نفسه حينما يتعرض للعدوان.

  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/08/08  | |  القرّاء : 451



البحث :

جديد الموقع :


 كلمة العلامة الخطيب خلال إحياء ذكرى أربعين الامام الحسين في بلدة الدوير
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 مقابلة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلّامة الشيخ علي الخطيب مع إذاعة النـور
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
  ندوة حوارية حول كتابي العميد الدكتور غازي قانصو: "دولة المواطنة في لبنان في رؤية العلامة الشيخ علي الخطيب" و "العيش المشترك في لبنان في رؤية العلامة الشيخ علي الخطيب"
 العلامة الخطيب يرعى مصالحة اخوية بين عائلتي زين الدين وقصاص في بلدة يونين
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 كلمة العلامة الخطيب خلال اللقاء الحواري الذي عُقد في بلدة الدوير

مواضيع متنوعة :


 العلامة الخطيب يستقبل رئيس الاتحاد العمالي العام د. بشارة الأسمر على رأس وفد
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 العلامة الخطيب امام جمع كبير من العلماء في مشهد يقترح مؤتمرا خاصا لمواجهة استغلال الاعداء للمسألتين المذهبية والقومية
 كلمة العلامة الخطيب خلال المجلس العاشورائي الذي تقيمه جمعية التعليم الديني في قاعة الجنان
 سِيْرَةُ الإِمَامِ عليٍّ بنِ الحُسَينِ (عليه السلام)
 نبذة عن حياة الإمام قبلان
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب
 زيارة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب الى بعلبك
 العلامة الخطيب يشجب التدمير الممنهج للضاحية والجنوب والبقاع..ويتابع شؤون النازحين وإيوائهم
 خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب

إحصاءات :

  • الأقسام : 21
  • المواضيع : 162
  • التصفحات : 555291
  • التاريخ :
 
 
الموقع بإشراف : مركز الدراسات والتوثيق © في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى - لبنان
تصميم، برمجة وإستضافة :
الأنوار الخمسة © Anwar5.Net